بداية اسمحو لي أن أقر وأعترف بأنني إحدى المتابعات وبشدة لقناة بداية وأنني ممن يتسمرن أمام الشاشة لأراقب (هيما) وهو يشاكس الشباب وعقيل وهو يحاول إقناع الرجل الشرقي بأن مساعدته للمرأة داخل المطبخ لا يكسوها العيب مطلقا (برغم ان النسبة العظمى لمتابعي هذه القناة هم من الإناث) فهيهات أن يقتنع الرجل السعودي على وجه الخصوص بفكرة (الطبخ والنفخ) , ولكنها محاولة تشكر عليها القناة.
ما آلمني حقا خلال متابعتي لقناتي المفضلة هو التعصب الديني لدى الشباب المشاركين حيث أنه عزز هذا التعصب ببعض الأطروحات المشتركة, ففي حين مطالبتنا نحن النساء بتوسيع المجالات الوظيفية للمرأة أجد أنه مازال هناك من يرفض خروج المراة للعمل وان كانت تحمل شهادة الدكتوراه قبل زواجها بذلك المتعصب, وبما أننا نتمسك بالزواج التقليدي والذي غالبا لا تتعدى فترة الخطوبة فيه الثلاثة أشهر أو أقل (وذلك في أحسن الحالات) , فكيف للفتاة أن تكتشف كل ما بجعبة الفارس لأسود(بمعتقداته) وتحجيمه لرغباتها فتفاجأ بعد الزواج به, ولكن (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت). ومن هنا تنفجر قضية الطلاق ونبدأ بتكريس جهودنا التوعوية للحد من هذه الظاهرة , فكيف لنا من حدها وهي تتفاقم من الجهة الأخرى ويكاد يتشكل بعض التشدد ليصبح معتقدات راسخة تتخذ شكل الدين.
والمؤسف أيضا أن من بين جميع النقاشات التي دارت بين شبابنا في ذلك الدار هو نقاش تمحور حول (الزواج من العاملات بالمستشفيات) فأحزنني حقا الرفض الشديد لهن وأدهشني ايضا شروط البعض منهم حيث أنه طالب بإنشاء مستشفيات خاصة للنساء فقط دون أن تطأها قدم رجل مهما كان . أيعقل أن يصل بنا الحرص على المرأة ألى إقصائها وعزلها داخل مباني خاصة وإعتبارها كائن يحق لهم أن يسيروه دون أن يخيروه. لماذا لا نطالب بأنظمة وضوابط تحد من تجاوزات بعض العاملات بالمستشفيات إن كان هناك أي تجاوز بدلا من إقتصاصها أو إبقائها بين جدران المنزل كطاقة كامنة.
(الله يعين حريمهم)سوف يعودون رجالهم وهم محملين بمعتقدات وأفكار أضعاف ما كانوا يحملون قبل إشتراكهم في ذلك البرنامج. أنا لا أهاجم القناة على العكس تماما هناك من المحاسن الكثير ولكني انتقد الطريقة التي ينظر بها الرجل للمرأة وكأنها ملك له دون خالقها, يحاولون تحديد مصيرها حتى تتكيف مع رغباتهم وإن لم تكن راضيه ,(من فرعنك يا فرعون قال ما احد ردني). ومن سيرد الرجل إن كان من يسن القوانين ويفرض الظوايط ويحدد الأنظمة (رجل) مثله.
كنت اتمنى ان يناقشوا قيادة المراة للسيارة حتى اتبين ردود الفعل لديهم ولكني لم اسمع اي نقاش حول هذا الموضوع , (ولجل خاطركم ) سنشدد المطالبة بالقيادة ونتخلص من قيود (المنه والإستكثار) والتي تتجلى في جملة(سواق أهلك أنا ..... ودني وجيبني) وذلك في حال (إنضربنا على عيننا ) وطلبت المرأة ايصالها الى مكان معين. وبما انه حق شرعي فما المانع من تنفيذه وتطبيقه ؟ اليست المعضلة الوحيدة هي موافقة المجتمع ؟ ومن هو المجتمع في نظر المجتمع ؟ اليس بالرجل ؟ إذا كان ولي أمري وهو (الرجل) موافق فما الذي يدعوني إلى إنتظار موافقة رجال المجتمع ؟؟
فولي أمري والذي هو (الرجل في حياتي سواء أب أو أخ أو زوج ) تُطلب موافقته في أغلب الأنظمة الحكومية المتعلقة بالمرأة دون غيرهم من رجال المجتمع, (حبكت يعني على) القيادة !! إذاً يعتبر هذا الشرط شرط تعجيزي وفرصة ذهبية لغالبية الرجال في المجتمع يا (مجتمع).
لا تستغربوا من تركيزي على هذه الفئة من الشباب فهم يشكلون رأي غالبية شبابنا ولكن الفرق الوحيد هو أنهم متسابقون فقط لا غير وأتيحت لهم فرصة التعبير عن رأيهم بالتطور الحالي للمرأة. ومحاولة تفسيرها على أنها حرية تعدت المسموح إجتماعيا ودينيا.
*خاص بوكالة أخبار المجتمع السعودي
فاتن الشهري
ما آلمني حقا خلال متابعتي لقناتي المفضلة هو التعصب الديني لدى الشباب المشاركين حيث أنه عزز هذا التعصب ببعض الأطروحات المشتركة, ففي حين مطالبتنا نحن النساء بتوسيع المجالات الوظيفية للمرأة أجد أنه مازال هناك من يرفض خروج المراة للعمل وان كانت تحمل شهادة الدكتوراه قبل زواجها بذلك المتعصب, وبما أننا نتمسك بالزواج التقليدي والذي غالبا لا تتعدى فترة الخطوبة فيه الثلاثة أشهر أو أقل (وذلك في أحسن الحالات) , فكيف للفتاة أن تكتشف كل ما بجعبة الفارس لأسود(بمعتقداته) وتحجيمه لرغباتها فتفاجأ بعد الزواج به, ولكن (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت). ومن هنا تنفجر قضية الطلاق ونبدأ بتكريس جهودنا التوعوية للحد من هذه الظاهرة , فكيف لنا من حدها وهي تتفاقم من الجهة الأخرى ويكاد يتشكل بعض التشدد ليصبح معتقدات راسخة تتخذ شكل الدين.
والمؤسف أيضا أن من بين جميع النقاشات التي دارت بين شبابنا في ذلك الدار هو نقاش تمحور حول (الزواج من العاملات بالمستشفيات) فأحزنني حقا الرفض الشديد لهن وأدهشني ايضا شروط البعض منهم حيث أنه طالب بإنشاء مستشفيات خاصة للنساء فقط دون أن تطأها قدم رجل مهما كان . أيعقل أن يصل بنا الحرص على المرأة ألى إقصائها وعزلها داخل مباني خاصة وإعتبارها كائن يحق لهم أن يسيروه دون أن يخيروه. لماذا لا نطالب بأنظمة وضوابط تحد من تجاوزات بعض العاملات بالمستشفيات إن كان هناك أي تجاوز بدلا من إقتصاصها أو إبقائها بين جدران المنزل كطاقة كامنة.
(الله يعين حريمهم)سوف يعودون رجالهم وهم محملين بمعتقدات وأفكار أضعاف ما كانوا يحملون قبل إشتراكهم في ذلك البرنامج. أنا لا أهاجم القناة على العكس تماما هناك من المحاسن الكثير ولكني انتقد الطريقة التي ينظر بها الرجل للمرأة وكأنها ملك له دون خالقها, يحاولون تحديد مصيرها حتى تتكيف مع رغباتهم وإن لم تكن راضيه ,(من فرعنك يا فرعون قال ما احد ردني). ومن سيرد الرجل إن كان من يسن القوانين ويفرض الظوايط ويحدد الأنظمة (رجل) مثله.
كنت اتمنى ان يناقشوا قيادة المراة للسيارة حتى اتبين ردود الفعل لديهم ولكني لم اسمع اي نقاش حول هذا الموضوع , (ولجل خاطركم ) سنشدد المطالبة بالقيادة ونتخلص من قيود (المنه والإستكثار) والتي تتجلى في جملة(سواق أهلك أنا ..... ودني وجيبني) وذلك في حال (إنضربنا على عيننا ) وطلبت المرأة ايصالها الى مكان معين. وبما انه حق شرعي فما المانع من تنفيذه وتطبيقه ؟ اليست المعضلة الوحيدة هي موافقة المجتمع ؟ ومن هو المجتمع في نظر المجتمع ؟ اليس بالرجل ؟ إذا كان ولي أمري وهو (الرجل) موافق فما الذي يدعوني إلى إنتظار موافقة رجال المجتمع ؟؟
فولي أمري والذي هو (الرجل في حياتي سواء أب أو أخ أو زوج ) تُطلب موافقته في أغلب الأنظمة الحكومية المتعلقة بالمرأة دون غيرهم من رجال المجتمع, (حبكت يعني على) القيادة !! إذاً يعتبر هذا الشرط شرط تعجيزي وفرصة ذهبية لغالبية الرجال في المجتمع يا (مجتمع).
لا تستغربوا من تركيزي على هذه الفئة من الشباب فهم يشكلون رأي غالبية شبابنا ولكن الفرق الوحيد هو أنهم متسابقون فقط لا غير وأتيحت لهم فرصة التعبير عن رأيهم بالتطور الحالي للمرأة. ومحاولة تفسيرها على أنها حرية تعدت المسموح إجتماعيا ودينيا.
*خاص بوكالة أخبار المجتمع السعودي
فاتن الشهري