زمن الفتاوى "الشاطحة"!
يأخذ البعض علينا أننا نطالب بحرية التعبير، ثم نضيق بالفتاوى!
هم محقون بأننا نضيق بالفتاوى الشاطحة، التي تنزلق لتصبح قريبة جداً من النكتة، نضيق بتلك الفتاوى لأن الفتيا ليست رأياً فكرياً أو مدنياً؛ وإنما تتحدث باسم "الدين"، ويترتب عليها موقف دنيوي، وعقاب أخروي، وتصبح شريعة يهتدي بها الناس، فهي ليست رأياً من فردٍ من آحاد الناس، يقوله حول: الجامعات، أو التعليم أو الصحة، أو الأفكار، أو المناهج ...إلخ ، تلك المساحات الكبيرة التي يمكن للإنسان أن يحرك رأيه من خلالها. وما ضقنا حينما اختلف معنا الدعاة والمشايخ والمسؤولون بالرأي، وتناولنا آخرون بردود هي في إطار "الرأي" لا الفتيا.
إن قيام الدولة بتخصيص لجنة دائمة للفتيا، بمساجدهم التي يلقون فيها الدروس، وبتوفرهم ربما يكون معيناً على حصر الفتيا بهم. نحن نعلم أن مفتي الديار سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يؤمّ المصلين في الجامع الكبير، وهو موجود بمكتبه، وبتلفونه وهاتفه، بإمكان أي مواطن استفتاؤه سواءٌ كان قريباً أو بعيداً، كما أن لبعض أعضاء لجنة الإفتاء برامج في الفضائيات وفي الإذاعة، ولهم هواتفهم، و بإمكان من أراد الاستفتاء أن يتجه إليهم ويطلب منهم الإجابة على سؤاله. وأتمنى أن يدرس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته القادمة مشكلة الذين يفتون وهم غير مؤهلين للفتيا ولا مخوّلين، من الصغار الأغرار، الذين غلبهم الجهل والطيش، وتمكّنت منهم الحماسة والإقدام المضرّ بالفتيا وبالإسلام نفسه.
قال أبو عبد الله غفر الله له: وإذا كان العلماء قديماً قد نزّهوا الفتيا من عبث الدخلاء المتفيهقين، فإن من الضروري التصدي للمتعالمين الذين رصد صفاتهم الشيخ: بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "التعالم" الذي للأسف لم يستفد منه طلاب العلم الذين يتسابقون إلى الفضائيات يبثون الكراهية والتشدد والشطحات الدينية من دون وعي أو إدراك لمآلات ما يقولونه. وإذا رأينا كيف تشوّه صورة الإسلام بسبب الفتاوى الغريبة التي تؤخذ على شكل نكات مثل: "قتل الفأر، هدم الحرم، قتل أصحاب القنوات الفضائية، قتل المختلطين والمختلطات"...إلخ، من الشطحات العجيبة، أسفنا على زمن كانت الفتيا مقدّرة مصونة.
أتمنى من سماحة المفتي ومن اللجنة الدائمة حماية الفتيا من لعب المتهاونين، وبخاصةٍ أن القنوات الفضائية أحدثت طفرة في المفتين، وكأننا نصل إلى مرحلة يكون فيها لكل مواطن مفتٍ خاص به.
تركي الدخيل
يأخذ البعض علينا أننا نطالب بحرية التعبير، ثم نضيق بالفتاوى!
هم محقون بأننا نضيق بالفتاوى الشاطحة، التي تنزلق لتصبح قريبة جداً من النكتة، نضيق بتلك الفتاوى لأن الفتيا ليست رأياً فكرياً أو مدنياً؛ وإنما تتحدث باسم "الدين"، ويترتب عليها موقف دنيوي، وعقاب أخروي، وتصبح شريعة يهتدي بها الناس، فهي ليست رأياً من فردٍ من آحاد الناس، يقوله حول: الجامعات، أو التعليم أو الصحة، أو الأفكار، أو المناهج ...إلخ ، تلك المساحات الكبيرة التي يمكن للإنسان أن يحرك رأيه من خلالها. وما ضقنا حينما اختلف معنا الدعاة والمشايخ والمسؤولون بالرأي، وتناولنا آخرون بردود هي في إطار "الرأي" لا الفتيا.
إن قيام الدولة بتخصيص لجنة دائمة للفتيا، بمساجدهم التي يلقون فيها الدروس، وبتوفرهم ربما يكون معيناً على حصر الفتيا بهم. نحن نعلم أن مفتي الديار سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يؤمّ المصلين في الجامع الكبير، وهو موجود بمكتبه، وبتلفونه وهاتفه، بإمكان أي مواطن استفتاؤه سواءٌ كان قريباً أو بعيداً، كما أن لبعض أعضاء لجنة الإفتاء برامج في الفضائيات وفي الإذاعة، ولهم هواتفهم، و بإمكان من أراد الاستفتاء أن يتجه إليهم ويطلب منهم الإجابة على سؤاله. وأتمنى أن يدرس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته القادمة مشكلة الذين يفتون وهم غير مؤهلين للفتيا ولا مخوّلين، من الصغار الأغرار، الذين غلبهم الجهل والطيش، وتمكّنت منهم الحماسة والإقدام المضرّ بالفتيا وبالإسلام نفسه.
قال أبو عبد الله غفر الله له: وإذا كان العلماء قديماً قد نزّهوا الفتيا من عبث الدخلاء المتفيهقين، فإن من الضروري التصدي للمتعالمين الذين رصد صفاتهم الشيخ: بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "التعالم" الذي للأسف لم يستفد منه طلاب العلم الذين يتسابقون إلى الفضائيات يبثون الكراهية والتشدد والشطحات الدينية من دون وعي أو إدراك لمآلات ما يقولونه. وإذا رأينا كيف تشوّه صورة الإسلام بسبب الفتاوى الغريبة التي تؤخذ على شكل نكات مثل: "قتل الفأر، هدم الحرم، قتل أصحاب القنوات الفضائية، قتل المختلطين والمختلطات"...إلخ، من الشطحات العجيبة، أسفنا على زمن كانت الفتيا مقدّرة مصونة.
أتمنى من سماحة المفتي ومن اللجنة الدائمة حماية الفتيا من لعب المتهاونين، وبخاصةٍ أن القنوات الفضائية أحدثت طفرة في المفتين، وكأننا نصل إلى مرحلة يكون فيها لكل مواطن مفتٍ خاص به.
تركي الدخيل