تركستان

أهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تركستان

أهلا

تركستان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تركستان

هذا المنتدى خاص بالتركستانيين في السعودية أو مايعرف ب البخارية و عام لجميع من هم من تركستان و غيرها من البلدان و الدول من عالمنا التركي الكبير.


    أسلمت يا شيخ..!

    avatar
    Tengri


    المساهمات : 182
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    أسلمت يا شيخ..! Empty أسلمت يا شيخ..!

    مُساهمة  Tengri الأربعاء مارس 10, 2010 12:31 am

    أسلمت يا شيخ..!

    مصطلح «الدعوة» أخذ أبعاداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فقد أصبح هناك داعية لكل مواطن، مع أن هذا المصطلح لم يكن شائعاً في العصر الذي كان يُسمى بالصحوة، فقد كان هناك حينها عدد محدود من الدعاة الذين يسافرون بسرية تامة على حسابهم الخاص لدول معينة لا للدعوة فحسب، ولكن لمساعدة الفقراء والمحتاجين في تلك البلدان البعيدة، لا أريد هنا أن أتحدث عن أن مشكلة المسلمين لا تكمن في الكم وإنما في الكيف، إذ، للأسف، يأتي المسلمون في مرتبة متدنية جداً في سلم الإسهام في رقي الحضارة البشرية، كما لا أريد أن يفهم من مقالي هذا أنني ضد الجهود الدعوية، ولكنني ضد أن تتسبب تلك الجهود في خسارة المجتمع لبعض النابغين غير المسلمين الذين قد تجبرهم جهود المحتسبين على مغادرة البلاد. تعرفت في أحد مستشفياتنا على استشاري مخ وأعصاب مميز، غير مسلم، وقد كان على مستوى عالٍ من الخلق الكريم والتواضع الجم، ولديه مقدرة عجيبة على التواصل مع جميع شرائح المجتمع بلا استثناء، ولاحظت أنه محبوب من العاملين، كما أثنى عليه معظم المراجعين الذين تحدثت إليهم، وسأكون صادقاً لو قلت إنه ترك في نفسي أثراً جميلاً لا يمكن أن يُنسى بعد وقفته الإنسانية مع المريض الذي كنت مرافقاً له.

    فوجئت به قبل فترة يتصل بي ليودعني، ومع أنه لم يخبرني بالأسباب الحقيقية التي أجبرته على مغادرة البلاد، إلا أنني فهمت عرضاً أنه تمت مضايقته من بعض الدعاة الذين يعمل بعضهم بالمستشفى ذاته، لأنه تباطأ في إعلان إسلامه، فأدرك حينها أن لا مقام له، خصوصاً أنه بتميزه العلمي لن يعدم من يستقطبه حتى في البلاد المتقدمة. هل يعلم هؤلاء المحتسبون مقدار الجناية التي تسببوا فيها بسبب فقدان أهل هذه المدينة البعيدة لطبيب مميز؟ وهل يا تُرى سيدركون مقدار الإثم – دينياً وأخلاقياً - الذي سيبوؤون به عندما يموت أبرياء بسبب سفر هذا الطبيب؟ هنا نحن نتحدث عن مأساة حقيقية نضعها أمام وزير الصحة، الذي لا شك أن لديه من مثيلاتها الكثير، فقد تحولت معظم مستشفياتنا إلى مراكز دعوية، فبدلاً من أن يجد المريض في صالات الانتظار ما هو بأمس الحاجة إليه من نشرات طبية توعوية، يجد أمامه كماً هائلاً من الكتب الدعوية وكأننا في بلد غير مسلم، أو في بلد دخل أهله للتو في دين الإسلام، هذا الاستشاري يعتبر استثناءً، ولكن كثيراً من غير المسلمين ممن أتوا إلى هذه البلاد للعمل قد يعلنون إسلامهم رغبة في البقاء من دون قناعة، فهل هذا ما يأمر به الإسلام؟ لقد أخبرني أحد العاملين في إحدى جامعاتنا أنه أعلن إسلامه للحصول على المميزات التي يحظى بها من يفعل ذلك، فهل الهدف من الدعوة للإسلام الحصول على أرقام إحصائية لمراكز توعية الجاليات؟ أم كسب مسلم حقيقي يضيف شيئاً إلى رصيد المسلمين؟ إن ما حصل لهذا الاستشاري في مستشفى تابع لوزارة الصحة يحدث في مجالات العمل كلها بلا استثناء، إذ يكون إسلام غير المسلم – لا تميزه في أداء عمله الذي استقطب من أجله - هو ما يحدد بقاءه من عدمه، وهذا ما يجعلنا نلاحظ كثيرين من المؤلفة قلوبهم من غير المؤهلين يملؤون مواقع العمل على حساب نظرائهم المميزين من أمثال الطبيب سالف الذكر.

    ختاماً، أتمنى أن يدرك الدعاة أن الوطن وأهله بحاجة ماسة لخدمات غير المسلمين - خصوصاً في المجالات الانسانية كالطب – وعدم إسلامهم يجب ألا يضايقنا، خصوصاً أن هؤلاء الدعاة يعلمون أن كبار مشايخهم لا يتوانون عن السفر إلى بلاد الكفار للتداوي متى ما تطلب الأمر ذلك.

    أحمد الفراج

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:55 am