عبده خال بين إليسا ونانسي.. ولا عزاء أيها الرجل!
في مطلع الشهر الجاري نقلت وكالات أنباء أن المطربة اللبنانية "إليسا" تقاضت أجراً قيمته 90 ألف دولار مقابل الغناء لساعة واحدة في حفل فني في المغرب، وبقسمة بسيطة للمبلغ على مدة الحفل يتضح أنها تقاضت عن كل دقيقة 1500 دولار، أي أكثر مما يتقاضاه أي رئيس دولة في العالم، وأكثر مما يتقاضاه أي رئيس تنفيذي في شركة نفط أو صناعات عسكرية.
وفيما كان كثيرون لا يزالون تحت تأثير هول الصدمة وغير مصدقين لما تتناقله الوكالات والمواقع الإلكترونية من تعليقات وحسد ونجش وغيرة، تم التأكيد – بعد ذلك بفترة قصيرة - على أن سعر تذكرة الدخول للاستماع إلى المطربة اللبنانية "نانسي" في حفل فني في أحد فنادق العاصمة التونسية قد بلغ 153 دولاراً. وأن الأخيرة طلبت مبلغ 30 ألف دولار مقابل إجراء لقاء تلفزيوني لمدة ساعة.
تذكرت كل ذلك، وأنا أطالع خلال الأيام الماضية خبر فوز عملاق الرواية السعودية عبده خال بجائزة "البوكر"، والتي تكافئ مؤلفي الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية بعشرة آلاف دولار أمريكي، بينما يفوز صاحب المركز الأول بخمسين ألف دولار.
مسكين هذا المبدع، فبعد تجربة وكفاح وعراك طويل مع قلمه وحبره وأوراقه وأفكاره، وتحمله هجمات وانتقادات معارضيه ورافضيه، ومن انشغلوا بتكفيره، وبعد عقود من الكتابة الصحفية والقصصية لم ينل إلا خمسين ألف دولار فقط، ولو قسمناها على عدد الدقائق التي تمخضت عنها تجربته طوال السنين الماضية ووصوله إلى هذه المحطة الأبرز في مسيرته، لما كان أجره عن كل دقيقه أكثر من نصف ريال، وليس 1500 دولار، ولا عزاء يا عبده خال!.
مسكين أنت يا صاحب القلم، فقد اخترت طريقاً وعراً، شاقاً وصعباً، النجومية فيه تعني السير على صفيح الورق الأبيض الأملس والانغماس بحبر الكتابة حدَّ الغرق!.. ومرة أخرى، لا عزاء أيها الروائي الرجل!.
سعد الفاعور
في مطلع الشهر الجاري نقلت وكالات أنباء أن المطربة اللبنانية "إليسا" تقاضت أجراً قيمته 90 ألف دولار مقابل الغناء لساعة واحدة في حفل فني في المغرب، وبقسمة بسيطة للمبلغ على مدة الحفل يتضح أنها تقاضت عن كل دقيقة 1500 دولار، أي أكثر مما يتقاضاه أي رئيس دولة في العالم، وأكثر مما يتقاضاه أي رئيس تنفيذي في شركة نفط أو صناعات عسكرية.
وفيما كان كثيرون لا يزالون تحت تأثير هول الصدمة وغير مصدقين لما تتناقله الوكالات والمواقع الإلكترونية من تعليقات وحسد ونجش وغيرة، تم التأكيد – بعد ذلك بفترة قصيرة - على أن سعر تذكرة الدخول للاستماع إلى المطربة اللبنانية "نانسي" في حفل فني في أحد فنادق العاصمة التونسية قد بلغ 153 دولاراً. وأن الأخيرة طلبت مبلغ 30 ألف دولار مقابل إجراء لقاء تلفزيوني لمدة ساعة.
تذكرت كل ذلك، وأنا أطالع خلال الأيام الماضية خبر فوز عملاق الرواية السعودية عبده خال بجائزة "البوكر"، والتي تكافئ مؤلفي الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية بعشرة آلاف دولار أمريكي، بينما يفوز صاحب المركز الأول بخمسين ألف دولار.
مسكين هذا المبدع، فبعد تجربة وكفاح وعراك طويل مع قلمه وحبره وأوراقه وأفكاره، وتحمله هجمات وانتقادات معارضيه ورافضيه، ومن انشغلوا بتكفيره، وبعد عقود من الكتابة الصحفية والقصصية لم ينل إلا خمسين ألف دولار فقط، ولو قسمناها على عدد الدقائق التي تمخضت عنها تجربته طوال السنين الماضية ووصوله إلى هذه المحطة الأبرز في مسيرته، لما كان أجره عن كل دقيقه أكثر من نصف ريال، وليس 1500 دولار، ولا عزاء يا عبده خال!.
مسكين أنت يا صاحب القلم، فقد اخترت طريقاً وعراً، شاقاً وصعباً، النجومية فيه تعني السير على صفيح الورق الأبيض الأملس والانغماس بحبر الكتابة حدَّ الغرق!.. ومرة أخرى، لا عزاء أيها الروائي الرجل!.
سعد الفاعور