بين الواقع والأساطير..
مسلمون يؤدون "الحج الأصغر" في "مكة الثانية" الكازاخستانية
كازاخستان - د. باسل الحاج جاسم
يؤدي بعض أتباع فرق ومذاهب مسلمة ما يسمونه "حجا أصغر" في كازاخستان، وذلك على مدارالعام، ووفق طقوس خاصه منبثقة من تقاليد وعادات شعبيه,.. وأما مقصدهم في حجهم، فهو مدينة يطلقون عليها اسم "مكه الثانيه".
وتعد تلك المدينة المعروفة رسميا باسم "تركستان" المحطة الهامة على طريق الحرير في جنوب كازاخستان، وفيها يوجد ضريح أحمد الياساوي، اشهر الصوفيين في البلاد الناطقه باللغه التركيه ضمن مسجدها التاريخي، وقدعرفت المدينه سابقا باسم ياساوي وفي القرن الخامس عشر سميت تركستان باعتبارها مدينه لكافة الشعوب الناطقه باللغه التركيه.
وتشيركل محتويات مسجد تركستان وما يحيط به, الزخارف والكتابات, إلى تاريخ عريق وعمق في التواصل مع الحضاره العربيه والاسلاميه خلال عصور قد خلت, كما يحيط بمسجد تركستان سور مرتفع يضفي على المكان طابع الخصوصيه.
وأكثر ما يميز هذه المدينة هو توافد ناس كثر من كافة مدن ودول اسيا الوسطى للتبارك بها ولاداء ما يعتبرونه الحج الاصغر، الذي يختلف عن الحج الأكبر لمكة المكرمة.
وعزا المؤرخ أنور تولغانوف أسباب اطلاق اسم مكه الثانيه على تركستان بقوله"إن السفر من وسط اسيا الوصول الى مكه المكرمه كان يشكل صعوبه ومشقة كبيره للمسلمين ويكلف أمولا طائلة، فاستعاض البعض عن الحج بالسفر إلى تركستان, ولا ننسى أن ايضا ان الاساطير والخرافات اضفت طابع القدسية على المدينة".
وتقول ناليبايفا اورالاي، مدرسة التاريخ في تركستان، لـ"العربيه. نت" خلال زيارتنا للمدينه بأنه "يستطيع أي شخص وفي أي وقت الحضور الى تركستان ليحصل على بركات الحاج احمد الياساوي ويؤدي الحج الاصغر".
وتبدأ طقوس الحج في "مكة الثانية" بالدوران حول مسجد تركستان والتبرك بجدرانها الى حد تقبيلها, ويتابع الزوار اداء طقوسهم الخاصه بالدخول الى المسجد والدعاء امام الصحن المعدني الضخم وسط ساحته.
ولذلك الصحن وضع خاص حيث صنع بامر من الامير تيمور في العام 1393 في قرية ياس بالقرب من تركستان من الذهب والفضه والبرونز والحديد الاحمروالبلاتين ومعادن اخرى, من اجل وضع الماء فيه وقتها, ونقش عليه كتابات عربيه في ثلاثة اقسام, وفي القسم الأول كتب حديث للرسول محمد عليه الصلاة والسلام فحواه أن "من حفر بئر في سبيل الله كتب الله له بئرا في الجنه".
أما القسم الثاني، فنقش عليه اسم الحرفي الذي صنع الصحن وهو عبد العزيز بن شرف الدين التبريزي, وفي القسم الثالث كتب "العظمه لله"، ويبلغ وزن الصحن 2 طن، ويتسع لـ(3000) لتر من الماء, ويعتقد السكان المحليون ان مائه مبارك مثل ماء زمزم.
وينهي الزوار حجهم الاصغر بالدعاء داخل احدى القاعات التي يتضمنها المسجد وهي عديده, فمنها قاعه كان يجلس فيها خانات اسيا الوسطى خلال عصورهم السالفه,اما القاعه فزيارتها تعد الأهم في تلك الطقوس لأنها تحوي ضريح الحاج احمد الياساوي.
وعن ذلك الضريح يقول المؤرخ تولغانوف بانه بني وقتها كمسجد ومكان للزياره قبل ست مائة عام بأمر من الامير تيمور حيث يكون مكان يستطيع جميع مسلمو اسيا الوسطى التجمع فيه والاتحاد,وبني في المكان الذي اعتكف فيه الحاج احمد الياساوي الصوفي المعروف في المنطقه اكراما له,لانه كان انسان مبارك,واديب وفيلسوف وعالم".
ويردف تولغانوف، "درس الياساوي التعاليم الصوفيه في مدينة سمرقند, ثم عاد الى تركستان وعاش فيها حتى بلغ عمره ثلاث وستين عام,نزل بعد ذلك الى حجره تحت الارض معتبرا ان الحياه اكثر مما عاش الرسول محمد يعد ذنبا عظيما".
وحسب العادات الشعبيه المقترنة بالأساطير، يتابع تولغانوف حديثه، يجب أن يقوم المرء بزيارة تركستان ثلاث مرات، "ولايوجد أي شروط للزياره، أما بالنسبة لرأيي الشخصي فأرى أنه لا يوجد في العالم سوى مكه واحده هي مكه المكرمه,حيث يجب على كل مسلم التوجه اليها والحج هناك فقط".
[url=http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8449 ]http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=8449 [/url]