تركستان

أهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تركستان

أهلا

تركستان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تركستان

هذا المنتدى خاص بالتركستانيين في السعودية أو مايعرف ب البخارية و عام لجميع من هم من تركستان و غيرها من البلدان و الدول من عالمنا التركي الكبير.


    الثوري الإيراني يريد تغيير نظامنا، فلمَ نصبر على نظامه؟

    avatar
    Tengri


    المساهمات : 182
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    الثوري الإيراني يريد تغيير نظامنا، فلمَ نصبر على نظامه؟ Empty الثوري الإيراني يريد تغيير نظامنا، فلمَ نصبر على نظامه؟

    مُساهمة  Tengri الثلاثاء مارس 09, 2010 11:45 pm

    الثوري الإيراني يريد تغيير نظامنا، فلمَ نصبر على نظامه؟

    طرح أصحاب مذهب "آخر الدواء الكي" فكرة "تغيير النظام" في طهران كحل حاسم ليكتفي العالم الشر القادم من هناك. وأصحاب هذه النظرية يقولون إن إيران تناور، تتلون، تكذب ولكن لا تتغير.
    ولو سألت أي مسؤول سعودي حول أفكار كهذه سيكون رده بالتأكيد "إن مبادئ المملكة الصلبة هي عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولن تقبل أن تكون شريكاً في أي مشروع يفضي إلى تدخل كهذا".
    لا يهمني العالم، وتهمني المملكة، فهل يمكن للمشروع الحضاري السعودي القائم على الاعتدال وحسن الجوار والتضامن الإسلامي والحوار مع العالم أن يتعايش مع الثورة الإسلامية في إيران ومبادئها الثورية الانقلابية التي ما إن تنفك عنها إلا وتعود إليها؟ باختصار شديد: هل نستطيع أن نثق في إيران؟
    لقد جربنا صورا عدة في التعامل مع نظام الثورة، في البداية كان صريح العداء للمملكة ونظامها وتاريخها، وكان يحرض عليها ويدعو لتغيير نظام الحكم فيها، كانت تلك إيران الخميني والتي شهدت أقصى حالات العداء بين البلدين حتى بلغت مبلغ دماء مسالة بجوار الحرم، وطائرات إيرانية تسقطها أخرى سعودية فوق سماء الخليج العربي.
    انتهى كل شيء عندما جنحوا للسلم، لم يتردد الملك عبدالله حينها ، وكان ولياً للعهد، أن يفتح صفحة جديدة معهم، فالأصل الثابت في السعودية هو حسن الجوار والحرص على الاستقرار وكراهية الحرب، مرت بضع سنوات جميلة شهدت زيارات على أعلى المستويات، واتفاقيات أمنية توقع ، ومعارض تجارية، تبادلنا التمور والفستق وأصبح الزوار والمعتمرون الإيرانيون ضيوفاً مرحبا بهم، كانت تلك إيران رفسنجاني وخاتمي.
    ثم جاء أحمدي نجاد الثائر حتى على أهله، قسم المجتمع الإيراني لدرجة الاحتراب في الشوارع، عاد خطاب الثورة والانقلاب والمكائد، توترت العلاقات بين السنة والشيعة في العراق ولبنان واليمن، بلغت الكراهية مبلغها فسالت دماء بريئة وتفجرت أحقاد قديمة.
    غدر بنا الإيرانيون في اليمن بدماء يمنية جاهلة استخدموها عبثاً، واليوم ينفضون أيديهم عنها، وحري بالحوثيين أن يسألوهم: لماذا فعلتم بنا هكذا؟
    وعاد خطاب الثورة والانقلاب، إذا كان الأصل في الخطاب السعودي هو "علاقة حسن الجوار، ودعم الاستقرار، وكراهية الحرب" فهل الأصل في الخطاب الإيراني هو "الثورة والانقلاب والسعي وراء الهيمنة"؟ إنه الخطاب الذي تحفل به كلمات مرشد الثورة الدائم آية الله الخميني، ولم يجرؤ إيراني عاقل أن يخطئه، يختفي فجأة تقية وسياسة ولكنه يبقى المحرك في ضمير الثورة فلا يلبث إلا أن ينفجر في لحظة صدق مع الذات بين الأنصار.
    أثبت لنا أحمدي نجاد ومن حوله أن الثورة الإيرانية فشلت في التحول إلى الاعتدال، بل إنها مستعدة حتى للحرب مع أبنائها وأن تقتلهم في شوارع طهران وتحاكمهم وتذلهم وتعدمهم، وإن كان لهم باع في الثورة والدولة، فإذا كان حالهم هكذا مع أهليهم، فكيف يكون مع من لا يعتقدون أصلاً بإيمانه ويجدونه سداً منيعاً أمام أحلامهم التوسعية ومهامهم الرسالية المهدوية؟
    هنا موقف إيراني ثوري صادق، لا تقية فيه ولا لبس، إنه الرجل الثاني في الحرس الثوري الإسلامي الذي هدى الله والده في زمن الاعتدال فسماه "مير فيصل" ، لعله تيمنا باسم الملك فيصل رحمه الله، الذي جعل التضامن الإسلامي منهجا سياسيا للتعاون بين المسلمين، لقد ضاق الابن بالاعتدال فأعلن قبل أيام في بيان رسمي نشر في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تغيير اسمه إلى "سيد محمد"، مبرراً ذلك أنه للبراء من آل سعود، ثم يسرد في بيانه المزعوم جملة من الاتهامات عن حرب السعودية للإسلام، وللمقدسات وتحالفهم مع قوى الاستكبار، وبث الخلافات والفرقة بين المسلمين الذين يحاربون الكفر والشرك!
    هذا الرجل ليس من مجانينهم، ليس إمام مسجد في حي، وخطابه هذا لم يأتِ خارج السياق، ولن يستطيع حتى رئيسه أن ينفيه فيقول إنه لا يقبل بتصريح كهذا ناهيك أن يقصيه عن عمله عقاباً له "لإثارة الفرقة وإساءته إلى دولة شقيقة"، بل ربما حتى زعماء المعارضة لن يشجبوا تصريحات كهذه وأفضل ما يمكنهم قوله "إنها تأتي في وقت غير مناسب".
    فهل يمكن بعد ذلك أن نثق في نظام يتغنى مسؤولوه بتغيير نظام حكمنا، بل يكيدون لذلك؟ يجب ألا نحسن الظن فيهم أبدا، ولا نرفق بهم خلال الأيام القادمة الحبلى بما سيعيدهم إلى صوابهم، ويذكرهم بحجمهم الحقيقي، إنها معركة مصير ليست مع إيران الجارة وإنما مع الثورة التي ترفض أن تنضج.
    لقد مدت لهم المملكة يد الأخوة فرفضوها، إذن ليدفعوا الثمن غالياً.

    جمال خاشقجي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 3:17 am